مباشر: تربعت بورصة وول ستريت الأمريكية على عرش أسواق المال العالمية بلا منازع خلال الشهر الجاري وسط توقعات باقتراب انتهاء السياسية النقدية المتشددة، ومن ثم عدم رفع أسعار الفائدة وتفادي تداعيات الركود الاقتصادي المحتمل.
وبعد قرار الفيدرالي أمس الأربعاء برفع أسعار الفائدة إلى نطاق 5.25% و5.50%، للمرة الحادية عشرة منذ أوائل عام 2022، لتسجل أسعار الفائدة أعلى مستوياتها خلال 22 عاماً وإعلانه بأن تحركه التالي بدورة التشديد النقدي سيعتمد على البيانات الاقتصادية استطاع مؤشر داو جونز الصناعي يسجل ارتفاعاً تاريخياً ويحقق أطل مكاسب يومية لم يحققها منذ يناير 1987 أي خلال 36 عاماً.
وهذا الاتفاع أتي أمتداداً لما سجلته مؤشرات الأسهم الأمريكية والعالمية ككل من ارتفاعات قوية منذ بداية عام 2023 وذلك على الرغم من المخاوف الناجمة عن احتمالات انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود وتوجه أغلب البنوك المركزية لسياسات التشديد النقدي القوية والتي تضغط على أداء الشركات.
وكانت مؤشرات الأسهم في الاقتصادات المتقدمة بحوالي 12% في النصف الأول من العام الجاري وأضافت مكاسب قدرت بنحو 6 تريليون دولار إلى أسواق الأسهم العالمية.
وفي النصف الأول من 2023 نجحت أغلب الشركات من تحقيق ارباح قوية وهو ما دعم ارتفاع مؤشرات الأسهم الرئيسية. فقد ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 16.2%، مؤشر الداوجونز الأمريكي بنسبة 3.88%، ومؤشر الناسداك بنسبة 40%.
8 عوامل
وأوضحت مذكرة حديثة صادرة من قسم الأبحاث لدى "إيكويتي جروب"، وأطلعت عليها "معلومات مباشر"، أن هناك 8 عوامل ستعزز من مكاسب الأسهم العالمية وفي مقدمتها الأمريكية خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
وأشارت المذكرة إلى أن من أبرز تلك العوامل اقتراب الوصول لذورة التشديد النقدي على الصعيد العالمي ونجاح البنوك المركزية في السيطرة على التضخم وزيادة الطلب على الأسهم وخصوصُا الأمريكية وشهية المخاطرة بشكل عام.
وأوضح رائد الخضر رئيس قسم الأبحاث بالشركة، في تصريحات لـ"معلومات مباشر"، أن الأسواق العالمية أصبحت أكثر استعداداً أن تصل البنوك المركزية إلى ذورة التشديد النقدي في وقت قريب وهو ما قد يدعم استمرار ارتفاع الأسهم العالمية الفترة المقبلة. فعلى الرغم من اتخاذ أغلب البنوك المركزية قرار رفع الفائدة مرة أخرى في الاجتماعات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا لم يمنع الأسواق من تسعير احتمالية الوصول لنهاية دورة رفع الفائدة.
وأكد أنه لو كان هناك رفع للفائدة مرة اخرى وبالأخص بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قبل نهاية 2023، ولكن لن يتسبب هذا في الضغط على أداء الأسهم، لافتاً إلى أن الأسهم نجحت في الوقوف أمام الرفع القوي الذي لجأ له الفيدرالي الأمريكي بأقوى وتيرة ابتداءا من مارس 2022 للسيطرة على التضخم.
ولفت إلى أن من تلك العوامل نجاح البنوك المركزية في السيطرة على التضخم حيث أنه وبعد عام ونصف على السياسة النقدية القوية التي لجأت لها البنوك المركزية في السيطرة على التضخم، يبدو أن شبح ارتفاع الأسعار على وشك الاختفاء، حيث يشار إلى أن معدل التضخم الأمريكي الذي وصل إلى ذورته عند 9%، عاد ليتباطأ نموه من جديد ويستقر الآن بالقرب من مستويات 3% ليقترب من المعدل المستهدف للفيدرالي عند 2%.
وأكد أنه مع النجاح في السيطرة على التضخم عادت حالة التفاؤل وشهية المخاطرة لتسيطر على الأسواق وهو ما قد يدعم أسواق الأسهم الفترة المقبلة.
مكاسب قوية للتكنولوجيا
وأشارت المذكرة البحثية إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل آبل ومايكروسوفت، حققت مكاسب كبيرة خلال النصف الأول من 2023، لتكون هي السبب الرئيسي وراء تحقيق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أداء إيجابي، حيث أصبحت تلك الشركات ملاذًا آمنًا في وقت ازدادت فيه المخاوف المتعلقة بركود الاقتصاد العالمي.
وبحسب المذكرة،فإن عمليات الشراء على أسهم شركة آبل من قبل مستثمري التجزئة وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2021، في إشارة إلى زيادة الطلب على أداء أسهم التكنولوجيا والتي قد تكون واحد من أكبر المحركات التي تدعم ارتفاع الأسهم الفترة المقبلة.
وأشارت المذكرة إلى أن ءهوس الذكاء الاصطناعي أصبح أحد داعمي أسواق الأسهم العالمية خلال الفترة الماضية حيث تربعت شركة نيفيديا بالارتفاعات القوية التي سجلتها على عرش أكثر شركات الذكاء الاسطناعي تحقيقا للارباح في النصف الأول من العام الجاري.
وتعتبر شركة نيفيديا اليوم رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وشهدت أرباحا قوية خلال النصف الأول من 2023، وتصنع الشركة منذ سنوات رقائق الكمبيوتر التي يمكنها تشغيل ألعاب الفيديو ذات الرسومات الثقيلة. لكن منذ عدة سنوات ، بدأ باحثو الذكاء الاصطناعي في استخدام نفس الرقائق لتشغيل الخوارزميات الجديدة القوية التي كانت تسبب اختراقات في هذا المجال.
وأعلنت شركة نيفيديا عن شريحة جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي أكبر وأفضل من عروضها الحالية، ما دفع المزيد من الناس لشراء أسهمها، ما دفع قيمتها لفترة وجيزة إلى أكثر من تريليون دولار.
زيادة الطلب على الأسهم
وأوضحت المذكرة أن من تلك العوامل الداعمة لصعود الأسهم في الأشهر المتبقية من العام الجاري هي زيادة الطلب على الأسهم الأمريكية كأصول تحافظ على قيمتها مثل الذهب تقريبُا.
والإحصائيات الأخيرة أشارت إلى وصول ملكية الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكي إلى أعلى مستوياتها منذ 15 عاماً، ووصلت القيمة السوقية أكبر 10 شركات في العالم إلى مستويات 14.3 تريليون دولار في إشارة إلى استمرار زيادة الطلب على الأسهم رغم تداعيات الركود والتضخم.
وأشارت المذكرة إلى أن من تلك العوامل أن الاقتصاد العالمي نجح في التصدي لمخاوف الركود حيث أنه بالرغم من المخاوف التي سيطرة على العالم في بداية عام 2023 والتي تدعم احتمالية انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود بسبب سياسات التشديد النقدي القوية التي لجأت لها أغلب البنوك المركزية، بخلاف مخاوف ارتفاعات التضخم وتراجع الانفاق.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات:
