TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

النفط يرتفع على الرغم من البداية الصعبة لـ2024.. فما الأسباب؟

النفط يرتفع على الرغم من البداية الصعبة لـ2024.. فما الأسباب؟

تحولت البداية الوعرة للنفط في عام 2024 إلى ارتفاع مطرد في الأسابيع الأخيرة، مع ارتفاع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وبرنت بأكثر من 9% و7% على التوالي منذ بداية العام حتى الآن.

وقد أنهى خام غرب تكساس وخام برنت تعاملات شهر فبراير على ارتفاع لثاني شهر على التوالي بمكاسب بلغت نحو 3.35% و3.8% على التوالي، يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط فوق 78 دولار للبرميل، بينما يرتفع خام برنت فوق 83 دولار للبرميل.

وأدى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط واضطرابات الشحن في البحر الأحمر وتخفيف المخاوف بشأن زيادة الإنتاج الأمريكي، بالإضافة إلى التخفيضات المستمرة من تحالف منتجي النفط أوبك بلس التي ستمتد حتي نهاية يونيو القادم، إلى إبقاء الأسعار في مسار تصاعدي.

لهذا يعتقد العديد من الخبراء أن المكاسب التي تحققت منذ بداية العام قد لا تنتهي وأنها لم تبلغ ذروتها بعد، ويبدو أن الجميع يركزون بشدة على هذه المخاطر السلبية التي تتمثل في نمو العرض الأمريكي وتراجع الطلب الصيني، وهم في الحقيقة يصرفون أعينهم عن أسباب أخرى يمكن أن تكون دافعة للخام هذا العام، يمكننا أن نرى في الواقع أداءً يفوق الطلب.

خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤخرًا توقعاتها للإنتاج الأمريكي إلى ما يقل كثيرًا عن المستويات القياسية المسجلة في ديسمبر 2023، وكتبت إدارة معلومات الطاقة: "نتوقع أن يعود الإنتاج إلى ما يقرب من 13.3 مليون برميل يوميًا في مارس، لكنه سينخفض بعد ذلك قليلاً حتى منتصف عام 2024 ولن يتجاوز الرقم القياسي المسجل في ديسمبر 2023 حتى فبراير 2025".

ساعدت تلك التوقعات المحدثة على رفع أسعار تداول النفط الخام وسط تخفيف المخاوف من زيادة العرض القادمة من الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، فإن الجهود المستمرة التي يبذلها البيت الأبيض لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي تعتبر أيضًا بمثابة صعود لأسعار النفط.

ومن جهة أخرى، يبدو أن هناك التزامًا بمواصلة أوبك بلس لتخفيضات الإنتاج خلال النصف الأول من 2024 وربما طوال العام بأكمله إذا احتاجت إلى ذلك.

وقد قامت أوبك بلس بتنفيذ سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أكثر من عام من أجل دعم الأسعار، ولكن أدى تزايد الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك إلى تعويض بعض هذه التخفيضات.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الأسواق تتفاعل بشكل قوي مع التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط واضطرابات البحر الأحمر في الأسابيع القليلة الماضية، حيث يقوم الحوثيون المدعومين من السلطات الإيرانية باستهداف السفن في البحر الأحمر احتجاجًا على تصعيدات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وهذا ما أجبر الكثير من السفن الكبرى بعدم المرور في قناة السويس وهو الممر الحيوي الذي يربط بين آسيا وأوروبا وتغيير مسار التجارة بعيدًا عن البحر الأحمر في إطالة سلسلة توريد النفط والتجارة العالمية، ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن وتقييد المزيد من النفط الخام والمنتجات المكررة أثناء النقل، وقد أدت هذه الديناميكيات إلى توسيع انتشار الوقود الإقليمي وارتفاع في الطلب على النفط.

ويركز المستثمرون أيضًا على أحدث السحوبات في نواتج التقطير والتي تشمل وقود الديزل ومخزونات البنزين، وغالباً ما يكون انخفاض المخزونات داعماً لارتفاع أسعار النفط الخام، ويحدث الارتفاع في الطلب الموسمي على الوقود عادة في أوائل مارس ومع بقاء المخزونات عند الجانب المنخفض من المعتاد، فمن المفترض أن يشهد النفط الخام ارتفاعًا.

هل ستتراجع أسعار النفط في عام 2024؟

بلغ متوسط أسعار خام برنت 83 دولار للبرميل في عام 2023 بانخفاض من 101 دولار في عام 2022 على الرغم من اندلاع حرب في الشرق الأوسط واضطرابات في الشحن في البحر الأحمر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعديلات السوق العالمية وارتفاع الإنتاج من خارج أوبك بلس، حيث قامت الولايات المتحدة وغيرها من الدول غير الأعضاء في أوبك بلس بزيادة إنتاج النفط، مما أدى إلى تعويض قيود العرض التي فرضتها أوبك بلس والحد من زيادات الأسعار، بالإضافة إلى ذلك، يتوقع المحللون نموًا اقتصاديًا عالميًا ضعيفًا في عام 2024، متوقعين أن يظل الطلب على النفط وأسعاره ضعيفًا.

كانت الحرب بين الاحتلال الاسرائيلي وحماس الفلسطينية والتي بدأت في أوائل شهر أكتوبر سببًا في دفع أسعار النفط للأرتفاع، ولكن في أقل من شهر تقريبًا خسرت أسعار النفط جميع مكاسبها التي تحققت من تصاعد المخاطر الجيوسياسية فى أهم منطقة لإنتاج النفط وعبور شحنات البضائع والنفط فى العالم، وسجل خام برنت أعلى مستوى له خلال العام الماضي مع نهاية سبتمبر عند 98 دولار للبرميل.

وفشلت أسعار النفط في الارتفاع على الرغم من تخفيضات مستويات الإنتاج التي أعلنت أوبك بلس عنها حينها، باستثناء الارتفاع قصير المدي فى نهاية سبتمبر والذى تزامن مع اعلان الولايات المتحدة عن تراجع المخزونات الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2022، لذلك، بلغ متوسط أسعار خام برنت في العام الماضي 83 دولار للبرميل مقارنة بمتوسط سعر 101 دولار للبرميل في عام 2022 بفارق 19 دولار بعد التقريب، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

في الوقت نفسه، استطاعت الأسواق التكيف مع الحظر الذي قامت بفرضه مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسية بشكل أسرع مما كان متوقعًا في البداية، وحولت موسكو شحناتها الخام إلى وجهات في آسيا معظمها الصين والهند.

لقد كانت المخاوف المتزايدة تجاه النمو الاقتصادى ونمو الطلب علي النفط وارتفاع معدلات الانتاج بأعلى من المتوقع من قبل المنتجين خارج أوبك بلس هي المحركات الرئيسية لأسعار النفط فى العام الماضي.

وعلى الرغم من تمديد أوبك بلس لتخفيضات الإنتاج حتى يونيو القادم في محاولة للحفاظ على توازن السوق، إلا أن المجموعة تواجه إنتاجًا قياسيًا من النفط الأمريكي وزيادة الإمدادات من المنتجين خارج أوبك بلس بما في ذلك البرازيل وكندا والنرويج، وقد تمت دعوة البرازيل لتكون جزءًا من أوبك بلس بدءًا من شهر يناير 2024 إلا أن البرازيل لم توافق على المشاركة في أي تخفيضات في الإنتاج.

ويتم تعويض ارتفاع الإمدادات النفطية من خارج أوبك عن طريق تأثير بعض تخفيضات أوبك بلس والمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط خاصة في البحر الأحمر.

من غير المرجح أن تشهد أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا عن المستوي الحالي هذا العام، إلا إذا حدثت تصعيدات كبيرة في البحر الأحمر، ومن جهة أخري، سيؤدي النمو الاقتصادي العالمي الضعيف المتوقع إلى تباطؤ الطلب على النفط هذا العام، ما يبقى متوسط سعر خام غرب تكساس الأمريكي أدنى من 80 دولار للبرميل.

أظهر استطلاع رويترز الذي شمل 34 محللًا واقتصاديًا أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط خام غرب تكساس الوسيط 78.84 دولار للبرميل في 2024 انخفاضًا من 80.50 دولار للبرميل المتوقعة في نوفمبر، ومن المتوقع الآن أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 82.56 دولار للبرميل هذا العام، بانخفاض عن متوسط التوقعات عند 84.43 دولار في استطلاع نوفمبر.

أزمة البحر الأحمر وتخفيضات أوبك بلس تدعم أسعار النفط

أدت أزمة الشحن في البحر الأحمر وتخفيضات إنتاج أوبك بلس إلى تضييق أسواق النفط، وتتلقى أسعار النفط الأمريكية دعمًا أيضًا من تزايد الطلب على الخام الأمريكي في أوروبا نتجية أزمات الشحن في البحر الأحمر.

على مدار شهر فبراير تداول خام برنت فوق 80 دولار للبرميل متحدية التوقعات السابقة للكثير من المحللين الذين أشاروا إلى ضعف الأسعار وارتفاع المعروض مع بداية عام 2024، يعاذ الارتفاع الحالي في النفط إلى العديد من العوامل التي تؤكد على تشديد السوق الفعلية، حيث استمرت تخفيضات إنتاج أوبك بلس واستمرار تجنب سفن الشحن من الإبحار في البحر الأحمر وقناة السويس.

على سيبل المثال: شركات التكرير الأوروبية تقوم بالبحث عن سفن الشحن من المحيط الأطلسي، لتعويض تأخر وصول سفن الشحن الأخرى من الشرق الأوسط والتي تمتد لأسبوعين على الأقل، حيث تتخذ السفن المسار الأطول وهو طريق رأس الرجاء الصالح من أجل الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع خامات بحر الشمال وغرب أفريقيا وارتفاع خام برنت فوق 80 دولار للبرميل.

كما دعم أسعار النفط تخفيضات الإنتاج والصادرات من منتجي أوبك بلس وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وهي من أكبر المصدرين في منطقة الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن تشديد السوق لا يرجع إلى أوبك وحدها، فقد كانت لاضطرابات حركة المرور في البحر الأحمر وقناة السويس دور رئيسي في ارتفاع أسعار النفط وهوامش التكرير منذ بداية العام.

وقفز متوسط هوامش تكرير البنزين والديزل في أوروبا إلى أعلى مستوياته في شهر يناير إلى 11.60 دولار و34.30 دولار للبرميل على التوالي وفقًا لتقديرات رويترز.

بالإضافة إلى ذلك، تحول الطلب الأوروبي على النفط إلى أماكن أقرب لها بدلًا من الرحلات الطويلة من الشرق الأوسط، مما أدى إلى ارتفاع سعر النفط النيجيري، حيث يقوم أكبر منتج أفريقي في أوبك الآن ببيع شحناته الخام بشكل أسرع.

يقول محللون إن ارتفاع معدلات تحويل سفن الشحن في البحر الأحمر تُبقي السوق متشددة، حيث يتم وضع المزيد من النفط على السفن مما يُبقي كمية أقل من النفط علي الأرض، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة اعادة توجيه سفن النفط لطريق رأس الرجاء الصالح حتى الآن، حيث وصل معدل التحويلات إلى ذروة جديدة بلغت 1.7 مليون برميل يوميًا في بداية شهر فبراير.

لا يزال الجزء الأكبر من عمليات التحويل يركز على التدفقات المتجهة غربًا من خام الشرق الأوسط المتجه إلى أوروبا، علي سبيل المثال: من بين 8 سفن شحنات من النفط الخام العراقي التي تتجه إلى أوروبا والتي تم تحميلها في أول عشرة أيام من شهر فبراير، تم توجيه 6 سفن منها بعيدة عن البحر الأحمر عن طريق رأس الرجاء الصالح.

ومن جهة أخرى، تقدر واردات النفط الهندية من الخام العراقي بنحو 1.14 مليون برميل يوميا في شهر يناير الماضي وهو أعلى مستوي منذ أبريل عام 2022، فالهند قريبة من أحد أكبر موردي النفط لها وهو العراق، في حين أن ثالث أكبر مستورد للخام في العالم يتطلع أيضًا إلى تغيير النفط الروسي المفقود الناتج عن مشاكل الدفع بسبب التطبيق الأكثر صرامة للعقوبات ضد موسكو.

وتتلقى أسعار النفط الأمريكية دعمًا أيضًا من تزايد الطلب على الخام الأمريكي في أوروبا بسبب توقف التدفقات من البحر الأحمر، حيث تحسنت شحنات الخام الأمريكي المتجه إلى أوروبا في نهاية شهر يناير وبداية فبراير.
 

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات:

مصر.. الحكومة تبدأ إجراءات توفير مخزون استراتيجي من السلع الأساسية لضبط الأسعار

مدبولي: الدولة لا تعمل ضد القطاع الخاص لكن هناك تدخلات لضبط الأسواق

اقتصادية قناة السويس: التعاقد على 127 مشروعاً باستثمارات 2.8 مليار دولار