من: محمد فاروق
الكويت - مباشر: اجتاحت دولة الكويت موجة من السيول والأمطار الغزيرة في منتصف الأسبوع الماضي وتجددت مع نهاية هذا الأسبوع وما زالت مستمرة، لتُخلف وراءها العديد من الأضرار البشرية والمادية.
ونظراً لخطورة الظاهرة وقوتها هذه المرة، جاءت ردود الأفعال قوية وتداعيات الحدث متسارعة، حيث دعا مجلس الوزراء الكويتي مطلع الأسبوع الجاري للانعقاد ومناقشة الأزمة والاطلاع على التقارير المتعلقة بالأمطار الغزيرة ومناقشة آثارها.
وجاءت استقالة وزير الأشغال الكويتي، حسام الرومي، كرد فعل طبيعي بعد تعرض أرواح المواطنين وممتلكاتهم للأضرار جراء الأمطار؛ وهو ما عبر عنه الوزير بعميق أسفه وحزنه لما حدث.
ومع تزايد الأزمة وتصاعدها تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، من داخل الكويت وخارجها، مع الحدث الاستثنائي في الكويت هذا العام، ليتصدر تريند "الكويت - بتغرق" الوسوم الأكثر تداولاً في "تويتر".
كما طالت الأزمة البورصة الكويتية، حيث كان من المُفترض أن تنتهي مهلة إفصاح الشركات عن بياناتها المالية الفصلية نهاية هذا الأسبوع، إلا أن البورصة استجابت لقرارات مجلس الوزراء وعطلت أعمالها أمس واليوم؛ ما يعني حجب النتائج مؤقتاً لحين عودة البورصة للعمل.
وأظهرت لقطات فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت توغل المياه داخل العديد من المنازل والمنشآت وأبرزها فيديو متداول لغرق أحد فروع بيت التمويل الكويتي "بيتك"؛ وهو ما يدعو إلى التساؤل حول حجم الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد الكويتي جراء أزمة الأمطار الأخيرة؟!
وحول حجم تلك الخسائر، قال مُحلل سوق المال مصطفى الجارحي لـ"مباشر"، إن الأزمة كبيرة وتُعبر عن حالة من عدم الاستعداد والجاهزية لمواجهتها رغم ما تتمتع به الكويت من إمكانات مادية ضخمة كان من المفترض توجيهها نحو تشييد بنى تحتية تتحمل هذه الضغوط، لكن ما حدث أظهر نوع من القصور يستحق وقفة لتلافي الأخطاء في المدى القريب.
وأوضح الجارحي أن خسارة شركات البورصة، على وجه الخصوص، لا تتمثل في إجازة يومين أو حجب جزء من التداولات عن أسهم تلك الشركات وتداعيات ذلك على المساهمين، لكن المشكلة في حجم الأضرار بالمنشآت والمشاريع والاقتصاد التي تشارك فيها هذه الشركات بأدواتها ومعداتها وإمكاناتها المادية والبشرية.
من جانبه، قال المُحلل المالي محمد صديقي لـ"مباشر"، إن الأزمة لم تنتهِ بعد وحجم الأضرار والخسائر لن يتضح الآن، ومن المتوقع أن تكون الخسائر أكبر بكثير مما يتخيل بعض المُحللين والخبراء والمسؤولين.
وأضاف صديقي بأن البيانات المالية لشركات البورصة سوف تُظهر بشكل كبير حجم الأضرار والخسائر التي نجمت عن أزمة الأمطار خلال النتائج المالية للربع الرابع من العام الجاري، وبالتالي فإن نتائج العام يتوقع أن تكون أقل بكثير عن سابقه وربما تكون الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية أواخر 2008.
وقال المُحلل المالي نزار يونس لـ"مباشر"، إن الجميع في الكويت خاسرون من أزمة الأمطار الأخيرة، فالمشاريع الاقتصادية توقفت، وأصاب الشلل المؤسسات العمالية والتعليمية، وبدا المجتمع الكويتي مُحاصراً من كل الجهات، لكن الإيجابي في الموضوع هو شفافية الإعلام والجهات المسؤولة وتحملها المسؤولية تجاه شعبها.
وتابع يونس: "في الدول المتقدمة، ورغم الإمكانات التكنولوجية والبشرية والمادية الكبيرة، عندما تتعرض البلاد إلى كوارث طبيعية تُخلف آثاراً مادية وبشرية واقتصادية هائلة؛ وهو ما يجعلنا مُشفقين على الأوضاع في بلادنا العربية، لكن تبقى إيجابية الشعب الكويتي وتضافر جهود الجميع فيه لمواجهة الأزمة ظاهرة إيجابية تستحق الإشادة".
الاقتصادي سعدون الرواسي، وضع لـ"مباشر" روشتة اقتصادية عاجلة فور انتهاء أزمة الأمطار تتمثل في وضع خطة جذرية لعلاج المشكلة الراهنة بشكل سريع، التخطيط لمواجهة الأزمة قبل وقوعها لتلافي أخطاء الماضي، تفعيل دور الحكومة والمجلس الأعلى للأزمات حتى لا تكون الخطط على الورق فقط.
وأضاف الرواسي أنه من المفترض يتم إعادة تخطيط البلاد بشكل جيد بحيث يتم تغيير مجرى السيول وتنظيف المخارط والسدود والأنفاق، بالإضافة إلى نقل المواطنين إلى أماكن أكثر أماناً تكون بعيدة عن مناطق السيول والمخرات التي تشهد زخم وهطول أمطار بغزارة.
وأوضح أن الخسائر الاقتصادية التي ستُسفر عنها الأزمة الجوية الحالية في الكويت قد تتحول إلى مكاسب على المدى القريب شريطة تحرك الجميع نحو إعلاء مصلحة الوطن وتطوير البلاد ومن ثم تحريك عجلة الاقتصاد مرة أخرى وانعكاسها إيجابياً على الأجيال القادمة.
ترشيحات:
الكويت: المخزون الاستراتيجي للجمعيات يكفي لفترة طويلة
سعر برميل النفط الكويتي يتراجع 5%
توقف الملاحة الجوية بمطار الكويت الدولي حتى الرابعة عصراً
مُحصلة سلبية للبورصة الكويتية في أسبوع الطقس المُضطرب
تعطل العمل في "بورصة الكويت" الخميس لسوء الأحوال الجوية
مسؤول كويتي: توفير 214 شقة فندقية للمتضررين من تقلبات الطقس
وزير التجارة الكويتي: مخزن استراتيجي للتموين في "صباح الأحمد"
