TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

ماذا يعني قرار إلغاء الاستثناءات من العقوبات الإيرانية بالنسبة للأسواق؟

ماذا يعني قرار إلغاء الاستثناءات من العقوبات الإيرانية بالنسبة للأسواق؟

تحرير: نهى النحاس

مباشر: 6 أشهر مضت على القرار الأمريكي الذي هز أسواق النفط العالمية والمتعلق بالسماح لبعض الدول بالاستمرار في استيراد الخام من إيران.

وأعلنت الولايات المتحدة اليوم أنها لن تجدد استثناء بعض الدول قرار الاستمرار في شراء النفط الخام من طهران بعد 2 مايو.

ويعد ذلك تغيراً في الاتجاه عن نوفمبر الماضي حينما منحت إدارة الرئيس دونالد ترامب استثناءً لـ8 دول، حيث أنها سعت وقتها لخفض أسعار الوقود قبيل الانتخابات النصفية الأمريكية.

ويشير تحليل لوكالة "بلومبرج" إلى أن تلك التحركات تهدد بتشديد المعروض بصورة أكبر في السوق الذي يواجه في الأساس اضطرابات في المعروض من فنزويلا إلى ليبيا حتى نيجيريا، كما أنها ستؤدي إلى زيادة الارتفاع الذي يحدث في العام الجاري إلى خام "برنت" الذي هو الآن أعلى من 70 دولاراً.

ومع ذلك فلإن الأسعار لاتزال أقل من أعلى مستوى مُسجل في 4 سنوات والذي سجله في أكتوبر الماضي حينما وصل سعر الخام عند 86 دولاراً للبرميل قبيل إصدار الاستثناءات الأمريكية.

ما هي الإعفاءات المطبقة حتى الآن؟

الصين: استيراد النفط بحد أقصى 360 ألف برميل يومياً

الهند: استيراد النفط بحد أقصى 300 ألف برميل يومياً

كوريا الجنوبية: استيراد النفط بحد أقصى 200 ألف برميل يومياً

اليابان: الحد الأقصى لاستيراد النفط غير معروف، لكن البيانات تشير إلى شحنات بنحو 108 ألف برميل يومياً في مارس الماضي

تركيا: استيراد النفط بنحو 60 ألف برميل يومياً

تايوان: الحد الأقص المسموح به غير معلوم لكن شركة التكرير الوطنية أعلنت عدم تخطيطها لاسيتراد أي كميات من إيران. 

أما الآثار المترتبة لقرار ترامب والذي يهدف تكثيف الضغوط الاقتصادية ضد طهران بسبب البرنامج النووي لإيران عبر وقف مصدر رئيس للإمدادات، فهي تنوع بين 4 نتائج.

مصير أوبك واتفاقها

الحكومة الأمريكية أعلنت أيضاً أنها حصلت على تعهدات من منتجي الخام الآخرين أمثال السعودية والإمارات لتعويض الخسائر من النفط الإيراني.

ومثل تلك الخطوة قد تعرقل اتفاق أوبك من حلفائها (روسيا) والتي تخفض المعروض منذ بداية العام الجاري بهدف تجنب تخمة المعروض.

وروسيا أحد أعضاء الاتفاق أشارت بالفعل إلى أن اتفاق مزيد من خفض الإنتاج قد لا يكون هناك حاجة لتمديده، وهو القرار المتوقع اتخاذه حينما يُعقد اجتماع أوبك في يونيو المقبل.

تأثر سعر النفط بخفض إنتاج أوبك

 

وكان اتفاق خفض الإنتاج جاء بقيادة السعودية بعد أن صُدمت في العام الماضي بالقرار الأمريكي لاستثناء بعض الدول من العقوبات الإيرانية والذي تسبب في هبوط قوي لأسعار الخام في الربع الرابع.

تخفيض الأسعار؟

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط بأكثر من 3% على خلفية أنباء أن الولايات المتحدة لن تجدد الاعفاءات من العقوبات فإن اتجاه سعر الخام في المستقبل قد يتم تحديده بمدى قدرة الدول مثل السعودية والإمارات على تهدئة الأوضاع وسط اضطرابات أخرى في الإمدادات.

وفي العام الماضي قفزت أسعار الخام أعلى مستوى 86 دولاراً للبرميل حتى بالرغم من أن السعودية كانت تضخ مستويات قياسية من النفط.

ولكن لآن ليست شحنات إيران من الخام فقط هي التي تم تعطيلها، حيث أن العقوبات الأمريكية المنفصلة المفروضة على فنزويلا أدت إلى تقليص الإمدادات من منتج أوبك أيضًاً، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه ليبيا-أحد الدول الأعضاء بالمنظمة- إلى توترات سياسية وأمنية.

وفي نيجيريا فإن خط أنابيب رئيسي للنفط في البلاد توقف عن الإنتاج بسبب حريق.

وفي مارس الماضي بلغت شحنات إيران النفطية مستوى 1.3 مليون برميل يومياً، في حين أنه في أبريل من العام الماضي بلغت شحنات طهران من الخام مستوى 2.5 مليون برميل يومياً وذلك قبيل إعلان الولايات المتحدة إعادة تطبيق العقوبات ضدها.

صعوبات أمام المستهلكين

والاستثناء المعمول به حالياً والمقرر وقف تنفيذه في 2 مايو المقبل يسمح لكل من الصين وتركيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية واليونان وإيطاليا وتايوان بالاستمرار في استيراد الخام من إيران دون التعرض للعقوبات الأمريكية.

ولكن مع نهاية تلك الاستثناءات فإن تلك الدول الـ8 قد يواجهوا عزلهم عن النظام المالي الأمريكي حال الاستمرار في عمليات الشراء.

وعلى صعيد المشترين فإن الدول الآسيوية الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان قد يكونوا الأكثر تأثراً.

وفي حالة أن تعرضت الأسعار إلى مزيد من الارتفاع فإن العملات في الدول التي تعتمد على الواردات قد تضعف، كما أن التضخم قد يشهد مزيداً من التسارع.

وكبار الدول المستوردة قد علقت بالفعل مشترياتها النفطية من إيران حيث أنهم في انتظار القرار الأمريكي.

وفي شركة الطاقة الكورية "هانواه توتال" تم بالفعل شراء واختبار بضائع بديلة من مناطق مثل أفريقيا واستراليا، ولكن في الوقت الذي من الممكن فيه إيجاد بدائل فإن مثل تلك التحركات قد ترفع التكاليف وتؤثر على ربحية الشركة.

وحتى مع تأمين إدارة ترامب التعهدات المتعلقة بإيجاد بدائل من الإمارات أو السعودية من أجل تعويض مستويات التراجع في إمدادات إيران فإن المشتريين في كوريا الجنوبية سوف يتعرضون إلى صدمات لأن دول الشرق الأوسط لا تصدر سوى إمدادات محددة من المكثفات.

البديل الأمريكي

بعض المشترين قد يجدوا بعض المتنفس من زيادة صادرات الولايات المتحدة من النفط الصخري، كوريا الجنوبية على سبيل المثال تشترى النفط المكثف من إيران والذي يمكن أن تستبدله ببديل من الولايات المتحدة وهو أيضاً ما يعني تكاليف شحن أعلى بسبب رحلة الشحن الأطول.

وبالنسبة لدول أخرى فإن الشحنات الأمريكية قد لا تكون الخيار الأفضل، وذلك لأن المعروض من النفط الصخري الأمريكي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت وكثافتها أقل نسبيًا (النفط الحلو).

ويتعرض النوع "ثقيل أو متوسط الحموضة" إلى تراجع المعروض في السوق وبشكل خاص من فنزويلا.