مباشر - محمود جمال: مع تصاعد الأحداث الجيوسياسية بالشرق الأوسط وعالميا بين روسيا وأوكروانيا واستمرار تضخم الأسعار عالميا ووسط التوجهات بتتغير السياسات النقدية البنوك المركزية بارتفاع أسعار الفائدة على الودائع والذى ظهرت بوادره على ارتفاع مؤشر الدولار في مقابل انخفاض الذهب واتجاه راغبي الاستثمار نحو الأصول المرتبطة بخفض المخاطر بالأسواق المالية ليأتي ذلك وسط تزايد المخاوف من تراكم ديون الدول الكبرى أو حدوث أزمة مالية عالمية أخرى خلال العام الجاري.
أداء الأسواق
وبحسب إحصائية أعدتها "مباشر"، فإنه وخلال الأسبوع الماضي تراجع السوق السعودي 0.9% والكويتي 0.67%، وقطر 0.03%، ومصر 1.98%، فيما ارتفع سوقي دبي وأبوظبي بنسبة 0.7% للأول و0.33%.
وخلال يناير الجاري، كان أداء أغلب البورصات العربية على النقيض من التراجع الأسبوعي حيث ارتفع السعودية 7.9%، والكويت 4.61%، وقطر 7.6%، ودبي 0.77%، وأبوظبي %2.89، ومسقط 1%، والبحرين 0.57%، فيما تراجعت بورصة مصر 4.9%.
وعلى المستوى العالمي وخلال الأسبوع الماضي، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1.3% ، وزاد مؤشر إس إند بي 500 بنسبة 0.8% ، وارتفع مؤشر ناسداك 1.8%، فيما هبط "ستوكس 600" الأوروبي 1.9%، وسجل مؤشر "نيكي" الياباني أكبر خسائر أسبوعية في شهرين.
وكان من أبرز الأحداث العالمية خلال الأسبوع، أعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير وإنهاء برنامج مشتريات الأصول في مارس المقبل، مع الإشارة إلى رفع معدل الفائدة قريبًا في ظل تسارع التضخم وتحسن سوق العمل الأمريكي.
وكما حدث تصاعد للتصريحات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأحداث الجيوسياسية في أوكروانيا، ومؤخرا، حذر حلف شمال الأطلسي "الناتو" من استعداده للرد على أي هجوم عسكري روسي في أوكرانيا.
وبعد تلك الأحداث وخصوصا قرار الفيدرالي بشأن رفع الفائدة لكبح التضخم الذي وصل لأعلى مستوى في 40 عاما، سجلت أسعار الذهب أسوأ أداء أسبوعي منذ شهر نوفمبر الماضي فيما سجل مؤشر الدولار أعلى ارتفاع له في 7 أشهر.
وسجلت أسعار النفط أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية منذ أكتوبر الماضي محققا الارتفاع الأسبوعي السادس على التوالي وصعد سعر عقود خام برنت بنسبة 2.4% إلى 90.03 دولار للبرميل. وزاد خام نايمكس الأمريكي تسليم مارس تقترب من 2% بالغا 86.82 دولار للبرميل.
ووسط تلك الأحداث وتباين الأداء بالبورصات العالمية والعربية، ترصد معلومات مباشر في السطور التالية نصائح بعض المحللين بأسواق المال التي ربما تساعد المتعاملين الصغار في اختيار فرص الاستثمار الآمنة بأسواق المال خلال الأشهر الثلاثة المتبقية من العام الجاري.
تدفقات وتقلبات
ومن جانبه، قال طاهر مرسي، خبير الأبحاث بالأسواق العالمية والعربية إن ينظر البعض لتقلبات أسواق الأسهم على أنها سلبية، وعامل منفر للمستثمرين، وطارد لتدفقات رؤوس الأموال لكن هذا الأمر يجانبه الصواب. مشيرا إلى أن معظم الأرباح يتم تحقيقها خلال التقلبات الكبيرة في الأسواق.
وأشار إلى أن ذلك يعتمد بشكل كبير على الدراسات والأبحاث الجيدة للسوق وتوقعات الحركة. وأوضح أنه لو نظرنا للأسواق الصاعدة بشكل مبالغ فيه، مثل الحالة الأمريكية الراهنة نجد أن هذه الارتفاعات تحتوي على فرص استثمارية كبيرة من خلال التمركزات البيعية، ولعل الهبوط الحالي يوضح فعالية هذه الاستراتيجية.
ولفت إلى أن الأسواق الصاعدة قد لا تعبر سوى عن ارتفاع عدد محدود من الأسهم القيادية، للشركات الكبيرة من حيث القيمة السوقية، بينما باقي الشركات بالمؤشرات تعاني خسائر، وهو ما ينطبق على وضع الأسواق الأمريكية الحالي بالضبط. فرغم صعود الأسواق نجد فرصا شرائية من قيعان جيدة لكثير من الأسهم الجيدة.
وأوضح أنه بالأسواق الهابطة نجد أنها فرصا جيدة لشراء الأسهم من مراكز دنيا تعزز فرص صناعة الأرباح، مشيرا إلى أنه في كل الأحوال ينبغي الاهتمام باتباع استراتيجيات استثمار محكمة، تعتمد على الإدارة الجيدة لمخاطر الاستثمار، بعيدا عن الارتجالية التي هي أهم أسباب الكثير من الخسائر.
وأكد أن فرص الاستثمار لا تنتهي، في الأسواق الصاعدة، أوالهابطة، وحتى العرضية في وقت الأزمات، والفقاعات، والتقييمات المبالغ فيها، وانفجار المؤشرات صعودا أو هبوطا،في كل هذه الأوضاع توجد أسهم جيدة للشراء والبيع.
فرص استثمار
ويقول محمود عطا مدير الاستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الاوراق الماليه أن في ظل الارتفاعات التي تمت داخل أسواق المال الشرق الأوسط خلال العام الماضي مازال يوجد بعض الفرص الاستثمارية الجيدة داخل العديد من القطاعات التي لم تتحرك وتتداول تحت قيمها العادلة بالكثير ولا سيما السوق المصري الذي لم يصعد خلال العام الماضي.
وأشار إلى أنه مازالت ببورصة مصر فرص استثمارية قوية في كثير من الشركات والتي سوف تعلن نتائج أعمال قوية خلال الربع الأخير من العام الماضي وتقوم بصرف عوائد دورية جيدة هذة قد تكون مقصد لحماية المدخرات ولاسيما حالة الارتباك التي يشهدها الإقتصاد العالمي وارتفاع معدلات التضخم.
فرص متاحة
وبدوره، قال حسام عيد مدير الاستثمار بشركة إنترناشونال لتداول الأوراق، إنه لكي تحقق أرباحاً رأسمالية في ظل تقلبات الأسواق المالية عليك كمستثمر أن تختارأنشط القطاعات بالسوق وأبرزها وأن يتم البدء بفتح المركز المالي بالقرب من مستويات الدعم الرئيسية للاسواق المالية وبنسبة 30% من إجمالي الأموال المستثمرة.
وأشار إلى أنه في ظل تقلبات الأسواق المالية يجب على المستثمر تحديد مستويات جني الأرباح الرأسمالية والالتزام بها بالقرب من مستويات المقاومة الرئيسية للأسواق المالية وأيضاً تحديد مستويات وقف الخسائر والالتزام بها وهي غالباً كسر مستويات الدعم الرئيسية.
ولفت إلى أنه يجب على المستثمر توجيه أمواله المستثمرة بالشركات الكبرى والقوية مالياً لأنها تكون دائما ذات مخاطر منخفضة كي تحقق أرباحاً في ظل تقلبات الأسواق المالية. ولفت إلى أنه يجب على المستثمر أن يدرك جيدا أنه يتعامل مع متغيرات لحظية سريعة فيجب أن يكون مرن في قراراته الاستثمارية.
وأكد أنه يجب على المستثمر الالتزام بالخطة الاستثمارية سواء في الالتزام بمستويات جني الأرباح الرأسمالية أو بمستويات وقف الخسائر للحفاظ على الأموال المستثمرة والنجاح في تحقيق أرباح رأسمالية.
نصائح للاختيار
وبدوره، أكدت أسماء أحمد، محللة الأسواق لدى شركة ألف تريد، إن أسواق الأسهم عاشت في الفترة الأخيرة حالة من التقلبات بسبب التوترات الجيوسياسية وبعدها جاء اجتماع الفيدرالي بالتالي يحتاج المتداول التعايش مع كل هذه التقلبات باتباع بعض الاستراتيجيات كي يربح بسوق الأسهم منها أولا البعد عن الاسهم التي تكون متضحمة وفوق قيمها العادلة لأن مع اول نزول في السوق هي ستكون أول الهابطين، بالتالي ينصح باختيار الاسهم ذات المركز المالي القوي لأنها ستكون الأسهم الأكثر تماسكا في وسط هذه التقلبات حيث أداؤها ومعدل ربحيتها المستقبلية يجعلها أكثر تماسكا ضد التقلبات.
وأوضحت أن ذلك شاهدنها في الفترة الأخيرة في السوق السعودي مع نهاية العام الماضي حدث هبوط لبعض الاسهم قرابة ال ٣٠% ووجدنا أن الاسهم القيادية هي أول من عوضت خسارتها ومستمرة الي الان في الصعود في حين أن بعض الاسهم الصغيرة والمتوسطة التي كانت متضحمة واعلي من قيمها العادلة لم تعوض خسائرها بالكامل منذ آخر تصحيح للسوق السعودي بالفترة الأخيرة.
ونصحت أسماء أحمد المستثمرين بتكوين مراكز شرائية على دفعات وليس مرة واحدة مع كل انخفاض مع تنوع الاسهم داخل المحفظة وعدم تركزها داخل قطاع واحد كنوع من إدارة المخاطر وتوفير قدر كافي من الكاش للتعديل في حالة الطوارئ.
وأكدت أنه يجب على المستثمرين أن يكون لديهم مع الأموال المستثمرة جزء أموال شخصية فائضة عن الحاجة حتى لا تضطر الي البيع في وقت التراجعات بالتالي ينصح أيضا بالبعد كل البعد عن استخدام الهامش.
