مباشر- محمود جمال: واصلت البورصات العربية والعالمية حصد مكاسب جديدة خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد هدوء التوترات الجيوسياسية بين أوكرانيا وروسيا والتي كانت سبباً رئيسياً في تفاقم خسائر أسواق الأسهم في جلسات مطلع الأسبوع الجاري.

وبحسب إحصائية أعدها "مباشر"، فإنه خلال جلسة اليوم الأربعاء استعادت أغلب الأسواق العربية طريقها للمكاسب مجدداً تفاعلاً مع التقارير التي تؤكد سحب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، حيث ارتفع مؤشر السوق السعودي ليلامس مستويات 12350 نقطة وهو أعلى مستوى له منذ شهر يونيو من عام 2006.

كما ارتفع سوق دبي المالي فوق مستويات 3300 نقطة مسجلاً أعلى إغلاق له في 4 سنوات، كما ارتفع ومؤشر سوق أبوظبي للجلسة التاسعة على التوالي ولامس مستويات 9200 نقطة لأول مرة في تاريخه.

وزاد المؤشر الأول للبورصة الكويتية بأكثر من 1%، كما ارتفع مؤشر بورصة قطر 0.25%، كما ارتفع المؤشر البحريني بأكثر من 1%.

وأما بورصة مصر فقد واصل المؤشر الثلاثيني ارتفاعه الثاني على التوالي هذا الأسبوع مع ملامسة مستويات 11600 نقطة.

وعلى المستوى العالمي وخلال تعاملات اليوم، ارتفعت مؤشرات الأسواق الأمريكية واليابانية والأوروبية مع تلك التهدئة الروسية للأزمة رغم تحذير ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف شمال الأطلسي في تصريحات للصحفيين نقلتها شبكة "سي إن بي سي"، من أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان هناك انسحاب روسي أم لا.

ووسط تلك الأحداث وتفاعل مؤشرات البورصات العربية سلباً تارة وإيجاباً حينما تهدأ تارة أخرى، يرصد معلومات مباشر في السطور التالية توقعات محللين بأسواق المال؛ التي ربما تساعد المتعاملين في التعرف على المسار المتوقع لأسواق الأسهم بالمنطقة خلال الأسبوع القادم، وهي كالآتي:

وضوح الرؤية

رجح محمد جاب الله، رئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات لدى بايونيزر لتداول الأوراق المالية، أن تتلاشى الأسواق العربية تأثير تلك الأحداث وتسير مؤشراتها الرئيسية كلٌّ حسب اتجاهه، فمن كان اتجاهه صاعداً فسيستمر بالصعود ومن كان اتجاهه هابطاً فسيستمر في الهبوط.

وأما بالنسبة لبورصة مصر، أوضح أن المؤشر الثلاثيني إذا حافظ على مستوى 11200 نقطة فسيظل في اتجاه صاعد، مؤكداً أنه لن تتضح الرؤية واستمرار الصعود إلا بتجاوزه مستوى 11700 نقطة لجلستين أو ثلاثة، وغير هذا سنظل في منطقة التذبذب وعدم الاستقرار.

فوائض مالية

ومن جانبه، أوضح محمود عطا، خبير الاستثمار بأسواق المال، أن عودة أسعار النفط فوق مستويات 94 دولاراً للبرميل وهدوء الأحداث الجيوسياسية قليلاً قد يؤدي إلى استكمال أسواق المنطقة لحصد المكاسب.

وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط والأسواق الخليجية وخاصة السوق السعودي معامل ارتباط قد يصل إلى ٩١% حيث يعد مقياساً إحصائياً يقيس العلاقة بين متغيرين والذي يفسر هذه النسبة بأنها قوية جداً، مشيراً إلى أن استمرار ارتفاع النفط وتداوله فوق الـ ٩٠ دولاراً للبرميل يصب في مصلحة جميع دول الخليج حيث إنه يجري تداول خام برنت الآن فوق السعر اللازم لتحقيق التعادل المالي لدى دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد أن تحقيق فوائض مالية لدى هذه الدول يصب في صالح معدلات النمو لها خلال الشهور المقبلة، مما يصب بالتأكيد في صالح الأسواق المالية الخليجية التي تعد مرآة الاقتصاد.

من جانبه قال أيمن الزيات خبير أسواق المال، إن البورصات العربية في اتجاه صاعد حتى قبل هدوء الأحداث الجيوسياسية الروسية الأوكرانية، وذلك بفضل الارتفاع المستمر في سعر النفط وتخطيه 95 دولاراً، مشيراً إلى أنه في حال استكمال الهدوء الجيوسياسي بالعالم فقد يساعد على استمرار الصعود بعد وصول أغلب المؤشرات إلى أعلى مستوى في العام.

تصحيح عنيف

ويعتقد تامر السيد خبير أسواق المال أن البورصة المصرية أنهت دورة تصحيح عنيفة كانت قد بدأتها مطلع العام الجاري.  وأوضح أنه وسط بعض التوترات العالمية انخفضت الأسهم وخصوصا القيادية لمستويات متدنية تؤهلها لبداية دورة صعود حتي منتصف شهر مارس القادم .

وأوضح أن استمرار المؤسسات المصرية في الشراء الفترات الكبيرة الماضية وفي مقابله بيع من قبل المؤسسات الأجنبية فإن ذلك يؤكد أنهم في بدايات فترة دخول من جديد بالبورصة المصرية واقتناص الفرص الجيدة في أقوي الأسهم ومن ثم سنشهد تحسن تدريجي.

علاقة مباشرة

وبدوره، أكد خبير أسواق المال عبدالله بركات، أن الأحداث الجيوسياسية لها علاقة مباشرة مع أسواق المال كما شاهدنا ذلك في أسواق المال العالمية من هبوط قوي بسبب المناخ السياسي السلبي بين روسيا وأوكرانيا، لذلك الهدوء الحالي في المنطقة العربية يجعلها على قائمة الأسواق المالية التي تحمل الفرص الاستثمارية الآمنة والمستقرة.

وأشار إلى أن هناك أدوات أخرى تعزز من النظرة التفاؤلية للأسواق العربية، وأبرزها هي السعي حالياً لطرح شركات كبرى وقوية تعمل على جذب الاستثمار والمستثمر الأجنبي والمحلي وضخ السيولة كما نشاهد في سوق المال السعودي عن خطط لطرح عدة شركات كبرى.

وأكد أن البورصة المصرية ما زالت تحمل الفرص الاستثمارية ولكن ترتبط تلك الفرص بالمحفزات القوية، ومن ضمنها الذي صرح به الرئيس في الاجتماع مع وزير المالية عن خطة الدولة لبرنامج الطروحات حتى 31 ديسمبر من العام الجاري، وأيضاً تصريحات محافظ البنك المركزي عن مساهمة القطاع المصرفي في برنامج الطروحات الحكومية.

وأشار إلى أنه بالتأكيد من ضمن تلك المقترحات هو بنك القاهرة الذي بالتأكيد سيعمل على ضخ سيولة جديدة وخلق مناخ جيد يستعيد شهية المستثمر الأجنبي ويعمل على ارتفاع أحجام التداول مرة أخرى.

ويقول مصطفى نور الدين، المدير التنفيذي بشركة هوريزون لتداول الأوراق المالية، إن الهدوء المؤقت بالنسبة للأحداث السياسية قد يجعل الصعود اليوم بداية لموجة صعود جديدة، خصوصاً أن دول الخليج ترفع من حصص الطروحات على سبيل المثال السوق السعودي وشركة أرامكو أعلنت بعد نجاح الطرح الأولي من عام عن طرح ثانوي جديد لضخ مزيد من الاستثمارات في السوق.