TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

توقف مصفاة الزور الكويتية بين اتهامات الإهمال ومخاوف تأثر الإمدادات

توقف مصفاة الزور الكويتية بين اتهامات الإهمال ومخاوف تأثر الإمدادات
صورة أرشيفية لمصفاة الزورإ

مباشر – إيمان غالي: أعلنت الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبك" قبل 10 أيام، تعرض مصفاة الزور لانقطاع مفاجئ لإمدادات غاز الوقود، بسبب خلل في أحد الصمامات الرئيسية التابعة لشركة نفط الكويت مما أدى إلى توقف شبة كامل لعمليات الإنتاج.

وأوضحت "كيبك" في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بدأ العمل على إعادة التشغيل بشكل تدريجي لوحدات الإنتاج، متوقعة أن تستغرق عمليات إعادة التشغيل ما يقارب 10 أيام للعودة للطاقة الإنتاجية السابقة. 

وكشفت أنه يتم أخذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع تأثر عمليات إمداد الوقود منخفض الكبريت لمحطات توليد الكهرباء والماء وكذلك عدم تأثر عمليات التصدير لمنتجات المصفاة.

وتبع ذلك بأربع أيام إعلان "كيبك" نشوب حريق محدود في وحدة نزع الكبريت (رقم 12) في مصفاة الزور والسيطرة عليه، مؤكدة عدم تأثر عمليات إعادة تشغيل بالمصفاة أو نقل الوقود منخفض الكبريت إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية أو عمليات التصدير الخارجي للحريق.

ومع أهمية "الزور" باعتبارها أكبر مصفاة شعبية في العالم بسعة 615 ألف برميل يومياً، وزيادة مدة التوقف لأكثر من 10 أيام عمل، إلى جانب مخاوف نشوب حريق آخر يُطرح تساؤلاً عن احتمالية تأثر الإمدادات العالمية للديزل بالتوقف، أو تأثر إيرادات الكويتية الهيدروكربونية.

مخزون كاف للوفاء بالالتزامات

كشف الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك)، الأسبوع الماضي امتلاك الشركة مخزون من المنتجات يكفي للوفاء بالتزاماتها المحلية والخارجية، رغم التوقف شبه الكامل للعمليات بمصفاة الزور.

وأوضح وليد البدر أن "كيبك" تعمل على إعادة تشغيل وحداتها بعد التوقف شبه الكامل لعمليات مصفاة الزور التابعة لها، مبيناً أن توقف إمدادات الغاز جاء بسبب "قوة قاهرة"؛ وذلك نتيجة خلل في صمام نقل الغاز إلى المصفاة، وهي أمور تحدث في الصناعة.

وكانت مؤسسة البترول الكويتية قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي أن نسبة الإنجاز الإجمالية لمشروع مصفاة الزور بلغ 99.92% حتى 31 مارس/آذار 2023، علماً بأن تلك الصفاة تعد من أكبر المشروعات النفطية العملاقة في دولة الكويت التي وقعت عقودها منذ 2015، بتكلفة تقارب 5 مليارات دينار.

إيرادات الكويت لن تنخفض

وتعليقا على هذا الأمر، قال كامل الحرمي المحلل النفطي، إن دراسة تأثير توقف المصفاة عن الإنتاج يعتمد على عدد أيام التوقف، وإدارة الوحدات التشغيلية الأخرى، إلى جانب مدى امتلاك المصفاة لكميات كافية من المنتجات للتزويد الخارجي.

وبين في تصريحات لـ"معلومات مباشر" أنه قد يحدث نوع من التبادل بين المصافي الثلاث المختلفة من المنتجات و المشتقات البترولية، وهذا أمر وارد لأن البائع في النهاية يتمثل في إدارة التسويق العالمي لمؤسسة البترول الكويتية.

وكشف كامل الحرمي أن إيرادات الكويت لن تنخفض؛ قائلاً:" من السهولة تحويل وبيع كميات النفط الخام في الأسواق العالمية، لكن الكويت تخسر القيمة المضافة من ذلك".

يُذكر أن دولة الكويت تتوقع تسجيل عجزاً بقيمة 6.83 مليار دينار، وإيرادات بقيمة 19.45 مليار دينار في العام المالي 2024/2023، مستندة إلى سعر 70 دولاراً لبرميل النفط، ليصل الإجمالي المقدر للإيرادات النفطية 17.17 مليار دينار.

إهمال وغياب الخبرات

وأرجع "الحرمي" الحادثتين في مصفاة الزور بوقت قصير إلى الإهمال، وغياب الخبرات المطلوبة، وذلك رغم الالتزام بالصيانة الدورية للمصافي، منوهاً بأن التاريخ الحديث شهد حدوث 5 حرائق منذ بداية التشغيل.

وبين أن المصفاة أن ذلك ألقى بظلاله على سجل السلامة في المصفاة، بما يضع التساؤلات حول كفاءة الإدارة وجودة التدابير الوقائية، في إحدى أحدث المصافي التكريرية بالعالم.

ودعا المحلل النفطي إلى تسليم إدارة تلك المصفاة إلى شركة البترول الوطنية لإدارتها مقابل رسوم خدمات، خاصة عند دراسة القيمة المضافة التي تُحققها مصفاة الزور من المدخول النفطي، إذ يصل الفارق لأكثر من 15 دولاراً للبرميل الواحد فوق سعر برميل النفط الخام.

أوروبا تتأثر من التوقف

توقع محلل النفط أن تتأثر أوروبا بعمليات الصيانة أو التوقف بما يحدث بمصافي التكرير عالمياً، خاصة مع ترقبها عجزاً في الإمدادات بفترة الشتاء، مع هبوط درجات الحرارة، ومقاطعه المشتقات والمنتجات الروسية.

وكشفت وكالة ستاندرد آند بورز العالمية في تقرير حديث تراجع صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى متوسط 248 ألف برميل يومياً وهو أدنى مستوى لها منذ 11 شهراً (نوفمبر/تشرين الثاني)؛ لتعطل مصافي التكرير.

وأوضحت الوكالة أن الإمدادات من الشرق الأوسط تأثرت بصيانة مصفاة ساتورب السعودية، وعدة حوادث غير المتوقعة التي حدثت في مصفاة الزور وأدت إلى تقلص إمداداتها من الديزل وزيت الوقود.

تراجع إمدادات الديزل

قالت إليانور بودز مديرة الأبحاث والتحليل في وكالة ستاندرد آند بورز غلوبل كوميدتي إنسايتس، إن مصفاة الزور ربما تكون السبب الرئيسي لتراجع إمدادات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا، فبحسب بيانات الشحن بلغت شحنات ديزل المصفاة صفراً في أكتوبر/تشرين الأول، دون تسجيل أي شحنات في الشهر الحالي.

وطبقاً لبيانات الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبك" فقد تراجع الإنتاج إلى 325 ألف برميل يومياً نهاية أكتوبر/تشرين الأول السابق، من 392 ألف برميل يومياً أوائل الشهر، و410 آلاف برميل يومياً في نهاية أغسطس/آب.

يعتبر الشرق الأوسط مصدرًا بديلاً رئيسيًا للمنتجات المكررة بعد أن حظر الاتحاد الأوروبي واردات المنتجات النفطية الروسية في 5 فبراير/شباط بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، فقبل الحرب كانت أوروبا مشتري رئيسي للديزل الروسي.

وكانت الوكالة قد أعلنت مسبقاً في أغسطس/آب 2023، أن الكويت أصبحت أكبر مصدر لوقود السفن إلى قطر، لحصول مصفاة الزور التي افتتحت حديثاً على حصة من السوق بمنتجات من بينها زيت الوقود ووقود الطائرات والديزل والنافتا والبنزين.

وأوضحت أن المصفاة شحنت منذ بداية عام 2023 نحو 3 ملايين برميل من زيت الوقود إلى قطر، لتنتزع الكويت هذا المركز العام الماضي من مزودين في البحرين وماليزيا وسنغافورة.

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات:

بسبب خلل في أحد الصمامات.. انقطاع مفاجئ لإمدادات مصفاة "الزور" بالكويت

نشوب حريق محدود في وحدة كبريت بمصفاة الزور

لماذا تُسجل صناديق الاستثمار تداولات أقل في بورصة الكويت؟